ومضات في قطار الحياة بقلم هاله المغاورى فيينا

ان الحياة تتأرجح كالبندول بين الألم والملل فهى مليئة بالتحديات والصعوبات، وأن الإنسان في رحلة دائمة ، تلك الرحلة القصيرة تتطلب منا أن نستفيد من كل لحظة ونحقق فيها أقصى ما يمكن.
وتمضي بنا الحياة ولا نستيقظ إلا عندما نجد قطار العمر قد مر بنا وأخذ معه أجمل وأحلى سنين أعمارنا. فلا نحن حققنا أحلامنا ولا نحن عشنا الحياة ورضينا بواقعنا.
إن وجودنا ليس سوى ومضةٍ في عمر الكون، ستطوى وتنقضي في طرفة عين، وسيأتي بعدنا والله أعلم عشرات الأجيال، كل جيل يودع الدنيا على عجل ويسلم الراية للجيل التالي قبل أن يحقق ربع أحلامه. فلنعرف إذاً حجمنا الحقيقي في هذه الدنيا، وزمننا الحقيقي في هذا الكون، فهو أصغر مما نتصور! 
كذلك فالحياة ليست بعدد السنين، بل بعدد اللحظات التي نعيشها بشغف وإصرار، وألا نضيع الوقت في الندم على ما فات.
أيضًا الحكمة فى معرفة ما يجب فعله بعد ذلك؛ وأهمية التخطيط والعمل الجاد لتحقيق الأهداف، بدلاً من الاكتفاء بالأحلام والآمال دون تنفيذ.
فلنستيقظ من غفلتنا، ولنبدأ في استغلال ما تبقى من عمرنا في الأعمال الصالحة وتحقيق الأحلام التي طالما ترددنا في ملاحقتها. الحياة قصيرة جداً لا يجب ان تُهدر في الندم، فلنملأها بالحب والعمل والعطاء. فلننظر إلى الحياة كفرصة نادرة لتحقيق الخير، ولنغتنم كل لحظة لزرع البذور التي ستؤتي أكلها في الدنيا والآخرة.
عندما نتأمل في حقيقة أننا مجرد ومضة في عمر الكون اللامتناهي، ندرك أن البقاء ليس للأقوى أو للأغنى، بل لمن يترك أثرًا طيبًا. هذه الكلمات تعيد إلينا الشعور بالمسؤولية العظيمة التي نحملها على عاتقنا في ترك بصمة إيجابية.
لذا، فلنكن صناع الأمل والتغيير، ولنبدأ الآن، في هذه اللحظة، في تحسين حياتنا وحياة من حولنا. الوقت يمضي بسرعة، وكل لحظة هي فرصة جديدة لنعيشها بوعي وإيجابية. ولنكون الجيل الذي يترك للعالم إرثًا من الخير والمحبة.