أقراط الغاده
بقلم د. غاده فتحي الدجوي
"في بهو النساء أنتي شهرزاد "
رسالة أرسلتها صديقتي الكاتبة الملهمة الأمازيغية "أمال بشيري" و كتبت فيها ( في بهو النساء و قصص شهرزاد" فكان ردي سريعا لأنه من القلب ( في بهو النساء أنتي شهرزاد) و قفز الي ذهني فكرة ... نعم كلنا شهرزاد بقلبها و عقلها و حكاياتها و الاختلاف ربما يكون فقط في السبب من منا عقلانية أكثر و من منا عاطفية أكثر و من متوازنة قدر المستطاع... و تسألت: أين تظهر هذه السمات و متي ؟ فكانت إجابتي لنفسي تظهر في الحالات الغير عادية أكثر من المواقف اليومية أعني في الفرح الشديد والحزن الشديد أو ربما الغضب الشديد والحب الشديد ... وكيف نجدها في الحياة اليومية أو المواقف الحياتية وأهمها في " الحكاوي"
عندما تحكي شهرزاد تذوب الكلمات في طباعها، نفس الحكاية ولكن كل شهرزاد فينا ترويها بمشاعر وعقلانية مختلفة، فتظهر شهرزاد الرقيقة والجميلة والعاقلة.. ولتتأكدوا أن كل نساء الأرض بجمال شهرزاد ولكن أحيانا في موجات الحياة العارمة لا تفكر كيف تظهر جمالها الداخلي والخارجي ...
فلنخطو خطوة في الفكرة وليكن بداية ظهور بهو النساء من عالم ألف ليلة ليلة وإلى أرضنا وفي دارنا وليكن ظهوركن يا كل شهرزادات العالم ونبدأ في كتابة قصصنا وفن الحكي في بهو النساء ...
وفي نفس اليوم كنت اتنزه في حي الزمالك ووجدت هذا الحلق (القرط) في وسط المشغولات النحاسية وكأن كلماتي أصبحت أمامي، فاقتنيت الحلق وارتديته في نفس الوقت وتملكني الشعور بأني قلبي ينبض بشهرزاد. وأصبحت أرتديه كلما بدأت تدريب يخص النساء أو الفتيات وكأني أود أن أقول عقلك رائع ... أن نتعلم ونتثقف شيء جميل، ولكن احذر أيها العالم فلن تأخذ منا حق أننا شهرزاد بجمالها وأنوثتها المحترمة وملابسها الأنثوية الراقية غير المبتذلة، وابتسامتها العاطرة ورقتها وخجلها...
واعلموا يا رجال العالم من تزوج امرآه و هي زاهية و انطفأت فأنت السبب، عندما يحب الرجل زوجته و يدللها، ويحن عليها، و يكبرها في عيون العالم و يتعامل معها بلطف حتى و ان أرهقتكم الحياه بمشاكلها و صعوباتها فإنك من تجعلها تتحمل معاك صعاب الجبال، و هي من تقف بجانبك و خلفك كي تساندك و تساعدك.
ليست الحياة عراك ولا هي نزاع على السلطة ولا تبريرات يومية، بل خلقنا الله سبحانه وتعالى لنكمل المسيرة سويًا كل شخص منا بدوره، عندما تفقد الزوجة الشغف حتى في الحديث، أو لم تعد تطلب منك أن تحاكيها... فاعلم أنها في أزمة صعبة، و عندما يتجاهل الزوج زوجته و يعلمها بوتيرة تختلف كل يوم تبعًا لحالته الخارجية فلتعلمي سيدتي انه لا يحبك فهة يقضي أيامه فقط...
وهنا سقط القصر المشع بالنور...
أصبح ظلام دامس
لم تعد هناك شهرزاد
ولم يعد هناك شهريار
انتبهوا جميعا رجالاً ونساء... حتى لا تذهب النساء لتحكي في بهو غير قصوركم، ولا يخرج شهريار بحثاً عن قصراً اخر...
ففي بهو المحبين تحكي شهرزاد ... ويستمع ويغازل شهريار..... حتى لو ضاقت أحوال الحياة .... فقلوبكما أجمل ما في الحياة..
وإلى اللقاء والقرط القادم
اترك تعليقك