الأخبار العاجلة
  • الأحد, 08 سبتمبر 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
الباب المغلق
الأربعاء 26 يونيو 2024 12:48 ص

في يومٍ من الأيام، في مدينة هادئة تقع بين تلال خضراء ووديان جميلة، كان يعيش رجل يدعى صلاح . 
صلاح كان معروفًا بحياته المستقرة والمريحة، والتي كانت تُضفي عليها زوجته مريم الكثير من الحب والدفء. مريم كانت امرأة طيبة القلب، تفيض حبًا وحنانًا، وتُكرس حياتها لسعادة صلاح  ودعمه في كل ما يقوم به. 
منذ زواجهما، كانت مريم تُظهر حبها لصلاح بكل الطرق الممكنة، تُضحي بوقتها وجهدها لتكون إلى جانبه في كل الأوقات. لم تكن تدع أي فرصة تمر دون أن تُعبر له عن مشاعرها، وكانت تُبذل قصارى جهدها لتكون الزوجة المثالية التي تسعى لإسعاده ودعمه في مسيرته.
لكن صلاح ، ورغم حظه السعيد بوجود مريم في حياته، لم يكن يقدّر هذا الحب كما ينبغي. كان يعتبر وجودها أمرًا مُسلمًا به، معتقدًا أن حبها واهتمامها سيبقيان دائمًا بغض النظر عن تصرفاته. كان مشغولًا عنها وعن اولاده بعمله وأصدقائه، وقلّما كان يولي اهتمامًا لمشاعر مريم واحتياجاتها. ظنّ صلاح  أن مريم ستظل معه دائمًا، حتى لو قصر في حقها أو أهملها.
ومع مرور السنوات، بدأت مريم تشعر بخيبة أمل تزداد تدريجيًا . كانت ترى أن كل التضحيات التي قدمتها لم تُقدّر، وأن حبها واهتمامها لم يقابله سوى الإهمال واللامبالاة. حاولت كثيرًا أن تلفت انتباه صلاح  إلى ما تشعر به، وأن تُظهر له حاجتها إلى دعمه واهتمامه، لكن كل محاولاتها باءت بالفشل. 
في يوم من الأيام، وبعد الكثير من الألم والإحباط، قررت مريم أن تترك صلاح  خصوصاً بعد ان كبر اولادها وتخطوا مرحلة الطفوله واصبح كل منهم يعتمد على نفسه . كان قرار مريم  أصعب قرار اتخذته في حياتها، لكنها شعرت أنه القرار الصائب. أغلقت الباب خلفها، وأغلقت معه كل الفرص التي كانت تعطيها لصلاح ليصلح من نفسه ومن تصرفاته.
عندما أدرك صلاح  ما حدث، شعر بصدمة كبيرة. حاول بكل الطرق أن يصلح ما أفسده، لكن كان الأوان قد فات. حاول الاتصال بمريم، حاول زيارتها، حاول حتى التحدث مع أصدقائها وأهلها ليقنعها بالعودة حاول التحدث الى ابنائه لكى يرجعوا امهم عن قرارها ، لكن مريم كانت قد اتخذت قرارها النهائي. 
فهم صلاح أخيرًا خطأه الكبير، وأدرك أن أكبر غلطة ارتكبها هي أنه راهن على وجود مريم  فى حياته وظن أنها ستظل معه مهما فعل. فهم أن حبها لم يكن أمرًا مُسلّمًا به، وأنه كان يجب أن يقدّره ويحافظ عليه. 
لكن هذا الإدراك جاء متأخرًا جدًا، فالباب الذي أغلقته مريم لم يُفتح مرة أخرى. تعلم صلاح درسًا قاسيًا أن الحب يتطلب اهتمامًا وتقديرًا مستمرين، وأنه عندما يُغلق الباب بسبب الإهمال، قد لا يُفتح أبدًا.


اترك تعليقك

Top