كتب/شحاته زكريا
في اللحظة التي يودع فيها العالم عامًا جديدا يعيش الفلسطينيون وسط ظلام الحرب والمعاناة المستمرة. بينما تحتفل الشعوب بالأمل والازدهار تجد غزة نفسها محاصرة بين جدران الموت والمأساة ، حيث يُستباح حقها في الحياة والأمن. في ظل هذا الواقع تبرز التساؤلات حول ما إذا كانت سنة 2025 ستجلب للفلسطينيين بارقة أمل أم مزيدا من الألم.
منذ عقود طويلة والشعب الفلسطيني يناضل من أجل حقوقه في الحرية والكرامة ، لكنه في 2024 دفع ثمنا باهظا مع أكثر من 45 ألف شهيد وآلاف الجرحى ، أصبح من الواضح أن السلام ما زال بعيد المنال. عاشت غزة والضفة الغربية تجربة مريرة من القتل والتشريد ، وأصبحت المساعدات الإنسانية حلما بعيدا في مواجهة حصار خانق. وبينما يتغنى المجتمع الدولي بالديمقراطية وحقوق الإنسان، يبقى السؤال: هل سيتغير الوضع في 2025؟
إن كل الاحتمالات مفتوحة؛ فقد يكون العام الجديد بداية لتحولات جوهرية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. على المستوى السياسي ، يعوّل الفلسطينيون على وحدة صفهم والتوصل إلى استراتيجية واحدة لمواجهة الاحتلال. التحديات كبيرة ، خاصة في ظل الانقسامات التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني ، ولكن يبقى الأمل في إعادة بناء الجبهة الداخلية وتوحيد القوى الوطنية.
من جهة أخرى في ظل تعنت الاحتلال الإسرائيلي ومحاولاته المستمرة لتوسيع سيطرته على الأراضي الفلسطينية، يبقى الخوف من أن عام 2025 قد يشهد المزيد من التوسع الاستيطاني وضم أجزاء جديدة من الضفة الغربية. وبينما يشهد العالم دعما غير مسبوق من بعض القوى الغربية لإسرائيل.، يبدو أن الفلسطينيين بحاجة إلى دعم أكبر من العالم العربي والإسلامي.
لكن في خضم كل هذا تبقى الإرادة الفلسطينية صلبة. هناك يقين بأن المقاومة الشعبية قد تكون القوة الأكبر التي تمثل تحديا حقيقيا للاحتلال. في حال نجح الفلسطينيون في تجاوز خلافاتهم الداخلية، قد يشهد العام القادم مرحلة جديدة من المواجهة الفكرية والسياسية مع الاحتلال، تمهّد لتسوية طويلة الأمد.
إذا كان هناك شيء يمكن أن يلوح في الأفق فهو أن سنة 2025 ستكون مرحلة اختبار كبير للفلسطينيين؛ اختبار لوحدة الصف وقدرة الشعوب العربية والإسلامية على دعم القضية الفلسطينية. فقد أثبت الشعب الفلسطيني في الماضي قدرته على الصمود والتضحية ، وها هو يواصل المقاومة أملا في يوم يشرق فيه السلام والحرية.
لكن يبقى أن ننتظر معا ، لعل هذا العام يكون بداية النهاية لهذا الصراع الطويل ، ويحق للفلسطينيين أخيرا العيش في سلام على أرضهم.
اترك تعليقك