كتب / شحاته زكريا
في خضم التحولات الجيوسياسية والصراعات المستمرة في منطقة الشرق الأوسط .. تبرز مصر كواحدة من القوى الإقليمية القادرة على قيادة جهود تحقيق الاستقرار ، بفضل موقعها الجغرافي الهام وإرثها التاريخي .. فالدور المصري في إدارة الأزمات الإقليمية لا يعتمد فقط على التدخلات المباشرة ، بل على دبلوماسية متوازنة تجمع بين القوة الناعمة والتحالفات الاستراتيجية.
من أبرز السمات التي تميز السياسة المصرية هي توجهها نحو الحلول السياسية والدبلوماسية ، بعيدا عن التدخل العسكري المباشر. فعلى سبيل المثال في الأزمة الليبية نجحت مصر في أن تصبح وسيطا فعالا دون الانغماس في المواجهات العسكرية ، حيث اعتمدت استراتيجية تقوم على دعم استقرار ليبيا من خلال دعم المؤسسات الوطنية والحوار السياسي .. هذا النهج يعكس قدرة مصر على إحداث توازن بين حماية مصالحها الوطنية والمساهمة في استقرار المنطقة.
وفي ظل التطورات الإقليمية الراهنة ، تأتي القضية الفلسطينية في قلب السياسة المصرية ، حيث واصلت مصر دعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، مع الحفاظ على موقفها الثابت تجاه الحلول السلمية. هذه الجهود تجسد التزام القاهرة بالمبادئ القومية والعربية، وتأكيد دورها القيادي في الساحة الدولية.
بالإضافة إلى دورها السياسي ، تأتي الأبعاد الإنسانية كجزء لا يتجزأ من الدور المصري في إدارة الأزمات. فقد ظلت مصر تفتح معبر رفح لتقديم المساعدات الإنسانية، كما قدمت دعما كبيرا للاجئين من دول مثل سوريا وفلسطين. هذه المبادرات الإنسانية تعكس بوضوح أن القاهرة ليست مجرد وسيط سياسي ، بل أيضا داعم للاستقرار الاجتماعي والإنساني في المنطقة.
التحالفات الإقليمية التي تسعى مصر لتعزيزها تأتي في إطار مساعيها لحماية أمنها القومي ومواجهة التهديدات التي تتعرض لها المنطقة ، بما في ذلك الإرهاب والنزاعات الإقليمية. فعلاقاتها المتينة مع دول عربية وإفريقية تؤكد حرصها على التعاون المشترك لمواجهة تلك التحديات.
ختاما يظل الدور المصري في إدارة الأزمات الإقليمية حجر الزاوية في استقرار المنطقة. لكن مع تصاعد التحديات من الصراعات المستمرة إلى ملف سد النهضة ، يحتاج الدور المصري إلى الحفاظ على مرونته واستراتيجياته المتوازنة. إن هذا الدور المحوري لمصر يعكس التزامها الراسخ بالعمل من أجل مستقبل أكثر استقراراً للشرق الأوسط.
اترك تعليقك