الروح والنفس والجسد
كان العلماء قديما،من يصرمنهم ويقول بأن الروح والنفس شيئا واحدا،لأن النفس ترد فى بعض النصوص الشرعية و يُراد بها الروح،وأحيانا تطلق النفس ويُراد بها الروح والجسد معا،ويبدو أن هذا الإطلاق من قبيل المجاز وليس الحقيقة.
ونستطيع القول بأن الروح شيئا والنفس شيئا أخر مع وجود علاقة وإرتباط وثيق على النحو التالى:
١-الروح:(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)
وفى أية أخرى(فَنَفَخْنَا فِيهِ من روحنا).
إذًا نستطيع أن نقول هنا والله أعلى وأعلم،أن الروح بمثابة الطاقة التى تُبث فى الجسد ومصدرها "الله سبحانه وتعالى "ولله المثل الأعلى؛ إذا اعتبرنا أن جسد الإنسان كمبيوتر أو جهاز المحمول الذى فى يديك فما هى مكوناته الأساسية؟
١-البطارية(مصدر الطاقة)-الروح (الممثلة فى الإنسان).
٢-جسم الموبايل(الهيكل)"جسد الإنسان".
٣-الذاكرة ومكوناتها من تطبيقات.
فليكن هنا البطارية وهى "مصدر الطاقة" فلا يمكن عمل الموبايل بدون مصدر "تيار الطاقة"وإذا أدخلنا مصدر الطاقة على الموبايل يمكن هنا فتح وغلق الجهاز(النوم أو الإستيقاظ للإنسان) ويمكن التواصل من خلال البرامج المختلفة الموجودة كالإتصال،أو حتى تغير الأصوات، كذالك الإنسان؛عندما بُثت فيه الروح (الطاقة) واكتسب الخبرات من التعلم خُزنت فى عقله،ويقوم باستدعائها وقتما يشاء،كذالك العينين تلتقط الصورة وتحتفظ بما تشاء فى الذاكرة،والعقل يأمر الحواس والأعضاء بأوامر كالسير والوقوف (الحركات المختلفة).
وهنا يأتي دور النفس ،النفس محرك الجسد،الجسد مكلف لما تُمليه النفس على العقل من رغبات فيتبِعها،والنفس تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
١-نفس أمارةً بالسوء.
٢-نفس لوامة.
٣-نفس مطمئنة.
فالنفس الأمارة بالسوء:هى التى خالفت مناهج وتعاليم الله وأصرت على المخالفة،وأصبحت نفسا شقية.
والنفس اللوامة:هى النفس التى إذا فعلت مايخالف أمر "الله عز وجل"عزفت عنه ورجعت سريعا إلى تعليم الله.
والنفس المطمئنة:هى النفس التى تعطى أوامرها إلى الجوارح والحواس بفعل كل مايرضى "الله عز وجل"من قول وفعل وعمل،وتصبح راضية دائما بالقضاء والقدر؛فهى مطمئنة إلى مراد الله،وتعيش حالة من الطمأنينة والسلام الداخلى؛سواء فى الحياة أو عندما ترجع بعد الموت.
أما الجسد:فهو الوعاء الجامع للروح والنفس،فإذا سلبت الروح من الجسد(انتهى الشحن)وتوقفت البرمجة فلا تطبيق يعمل،وأصبح الجسد أو الموبايل مثلٱ كقطعة من الجماد ليس لها قيمة.
إذًا الروح(الطاقة المحركة للجسد )والنفس هى جهاز إستقبال للطاقة،إن كانت إيجابية فهى فى تواصل مع الله وطمأنينة مستمرة، وإن كانت ميولها سيئةفهى فى معية الشيطان،وتصبح نفسًا أمارة بالسوء،فتعطى أوامرها لكل أعضاء الجسد بما يخالف شرع الله،فهى التى تموت وليست الروح والروح تخرج إلى علم الله و التى تموت هى النفس .،ياأيتها النفس المطمئنة إرجعى إلى ربك راضية مرضية .،وقول سيدنا عيسى عليه السلام فلما توفيتنى كنت انت الرقيب عليهم .
والنفس عندما ينام الإنسان تترك الجسد وتسبح فى ملكوت الله تتقابل مع أنفس أخرى وقد تذهب إلى أماكن وقد تسافر الى دول وتعود مرة أخرى إلى الجسد .
اذا النفس وليست الروح وذلك لكون الروح هى الطاقة وإذا خرجت توقف أعضاء الجسم كالقلب والعقل فيموت الإنسان عندئذ لكن تبقى الروح دائما بالجسد وتسبح النفس فى ملكوت الله ثم تعود لجسدها مرة أخرى فيستيقظ الإنسان وهكذا إلى أن يأمر الله بأنتهاء الأجل فتسحب الروح (الطاقة)فتموت النفس ويتوقف الجسد ..
والله أعلى وأعلم
هذا مجرد رأي يحتمل الصواب والخطأ وليس له علاقة بأى تفسير دينى أو رأى من علماء الدين والتفسير .
Ahmed Elgendy الجمعة 04 يونيو 2021 02:58 م
كلام جميل جدا 👌❤️