كتب /شحاته زكريا
مر عام على العدوان الإسرائيلي الأخير ، عام حمل في طياته الكثير من الألم والمعاناة ، ولكنه أيضا كان شاهدا على صمود الشعب الفلسطيني وثباته في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية. لقد استمر الاحتلال في سياسة القمع والحصار محاولا بكل الطرق إنهاء الحلم الفلسطيني بإنشاء دولة مستقلة إلا أن إرادة هذا الشعب لم تهتز ، بل زادت من عزمه على المقاومة.
في هذا العام لم تكن الحرب مجرد مواجهات عسكرية على الأرض ، بل كانت معركة وجود الاحتلال لم يكتفِ بجرائمه في غزة والضفة الغربية، بل سعى إلى خنق الفلسطينيين اقتصاديا واجتماعيا بهدف تهجيرهم أو تهميشهم في وطنهم. ومع ذلك ورغم كل تلك المحاولات المستمرة لإبادة الهوية الفلسطينية ، صمد الشعب الفلسطيني ووقف في وجه التهجير القسري والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى محاولا الحفاظ على مقدساته ومقدراته.
لكن المدهش في هذا العام الأسود لم يكن فقط حجم المعاناة، بل أيضا القوة التي أظهرها الفلسطينيون بينما كانت إسرائيل تعتقد أن سياسة الحصار والتدمير ستضعف المقاومة، أثبت الفلسطينيون العكس تماما. لقد خرجت جبهات المقاومة أقوى من أي وقت مضى ، متوحدة في وجه الاحتلال مما يعكس إرادة هذا الشعب الفولاذية وإيمانه بعدالة قضيته.
إن هذا الصمود هو ما يقض مضاجع قادة الاحتلال ، الذين رغم كل محاولاتهم لإطالة أمد المفاوضات وتجاهل الحقوق الفلسطينية، يجدون أنفسهم أمام مقاومة لا تعرف التراجع. المقاومة الفلسطينية باتت ليست فقط عسكرية.بل شعبية وثقافية وسياسية تعبر عن رفض مطلق لكل محاولات تهويد القدس وتغيير هوية الضفة الغربية.
ما يحدث اليوم يتطلب منا جميعا، كعرب ومسلمين أن نتجاوز الخلافات ونتحد خلف هذا الشعب الصامد. وحدة الصف العربي والإسلامي أصبحت ضرورة ملحة لمواجهة مخططات التصفية التي تسعى إسرائيل لفرضها كأمر واقع. إن التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني بات أيضا أحد مفاتيح النصر فلا يمكن للعالم الحر أن يبقى صامتا بينما تُرتكب كل هذه الجرائم ضد الإنسانية.
في الختام، لم يكن هذا العام مجرد عام من الألم ، بل كان عاما من الصمود والمقاومة. رسالة الشعب الفلسطيني واضحة: لا تراجع ولا استسلام. فكما نجح في الماضي في الوقوف أمام الاحتلال سيظل الشعب الفلسطيني صامدا حتى تتحقق العدالة وتُقام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
اترك تعليقك