المال والبنون زينة الحياة الدنيا !

بقلم د .جمال الخابوري 

المال والبنون زينة الحياة الدنيا ! 

أنا لست من الدُعاة لكنني أفكر باستخدام العقل  وأسّتلهم من القرآن الكريم آيات تعطينا خارطة طريق وتترك لنا حرية وضع الخطة التفصيلة للوصول إلى الهدف ، ومن هذه الآيات قال تعالى (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) فالكثير يفهم من هذه الآية أن المال والغنى والأبناء هم زينة الحياة الدنيا على المستوى الفردي ، وهذا المفهوم باعتقادي غير صحيح لأن المفهوم المراد من هذه الآية الكريمة برأي الشخصي هو أن المال يقصد به الإقتصاد القوي في أي أمة والبنون هم أبناء هذه الأمة الذين يبنون هذا الإقتصاد القوي  فينعكس على الشعب بالرفاهية والحياة الكريمة والعيش الرغيد ، وهنا فقط تظهر زينة الحياة بانعدم الفقر والتخلف والإزدهار على جميع طبقات المجتمع  من خلال التطور العلمي والإنتاج والعمل بسواعد أبنائه (البنون) .
أما فكرة الثراء والأبناء على مستوى الأسرة أو الفرد فإنه يولّد الطبقات المتفاوتة بين المجتمع واعتبار أصحاب المال كأسياد على العباد الذين ولدتهم امهاتهم أحراراً وكذلك يحدث نزاع في حال تقسيم الإرث بين الأبناء وما ينتج عنه من خلافات أُسرية ، فكم من غنّي ولديه أبناء لكنه ليس سعيداً بحياته . لذلك نقول أن المال والبنون هو الإقتصاد القوي لكل أمة التي تبني اقتصادها بسواعد أبنائها ، وقوة الاقتصاد تنعكس على جميع المجتمع من خلال ارتفاع مستوى المعيشة وهذا ما فعله وطبقه الغرب ولم نفهمه نحن المسلمين العرب الذي نزل القرآن الكريم بلغتنا العربية .
الإقتصاد القوي هو الإهتمام بالإنتاج والعمل والإجتهاد وتوزيع العائد على المجتمع لتحسين حياتهم الإجتماعية  ولكننا فهمنا أن الفكرة من الآية على المستوى الشخصي وليس على مستوى الأمة وهذا ما رسخ مفهوم الأنانية عندنا وعدم نظرتنا البعيدة لأجيالنا القادمة فلم نترك لهم سوى الكره والقتال والفقر والتشرد بسبب حب السيطرة الفردية . 
لا اريد الإطالة ... آمل أن أكون قد أصبت في هذا التحليل للحكمة التي أرادها الله لنا وأن نكون خير أمةً أُخرجت للناس بحيث كل انسان يُحب لأخيه الإنسان مايحب لنفسه وأن يبني فكره وثقافته  لمصلحة المجتمع وأن يبتعد عن المصلحة الفردية والأنانية لنحقق الهدف  حيث ترك لنا ربنا حرية تنفيذ تفاصيل مضمون هذه الاية الكريمة لتحقيق هذا الهدف منها . 
وشكراً لكم اعزائي الكرام .