الموروث الثقافي فى الغناء الشعبي

كتب/اشرف رزق البيومى
 الموروث الثقافى الشعبى 
الموروث الشعبي والاغاني الشعبيه العفويه والعميقه والمعبرة فى المعانى والتى كنا نتغنى بها منذ زمن ليس بالبعيد والتى كانت تنشر البهجه والسرور داخل القلوب عند ترديدها 
وفى كل مناسبه تجد لها الاغانى الخاصة بها ومنها اغانى جنى محصول القطن وإغانى جنى محصول القمح كانت اغانى تراثيه موروث شعبى توارثناه عن اجدادنا وكنا نسعد ونحن نردد تلك الاغانى أثناء جنى (ضم) محصول القمح كنا اطفال لكن كان الغناء الشعبى هو غذائنا فى تلك الأيام كانت تلك الاغانى هى التى تصبرنا على حرارة الشمس المحرقه وعلى إجهاد  العمل فى الصيف ونحن ما زلنا براعم صغيره فى عمر الزهور 
كما كانت اغانى الافراح فى القرى المصريه (التى تمدنت الان) لها طابع الفلكلور الشعبى المتعمق فى المعنى والبسيط فى الكلمات والتى كانت تشدوا بها سيدات القريه فى ليلتى الحنه والزفاف ومن حولهم الفتيات والأطفال يرقصن على تلك الاغانى الجميله والتى كانت تشع فرحه تغمر القلوب 
حتى الموت كان له تراث يسمى بالنواح وكانت هناك سيدات تخصص ذالك من كان يطلق عليها (المعدده) كانت تأتى إلى البيت الذى به حالة الوفاه وتجلس وسط السيدات اللاتى يرتدين اللون الاسود وتبدأ فى النواح وهن يرددن خلفها
وكانت هناك اغانى أخرى لكل المناسبات 
وحينما يبدأ موسم الحج او العمره تسهر القريه جميعها عند بيت الشخص الذاهب لقضاء فريضة الحج قبل سفره بأسبوع يرددن النساء والاطفال الاغانى التى تعبر عن زيارة الكعبه ومسجد الرسول صل الله عليه وسلم وكل مناسك الحج
 وأتذكر أيضا اغانى كانت تردد فى السبوع للاطفال وإغانى تردد عند طهارة الطفل الذكر 
ووووووووو
كنا نحيا ونتغذى على الاغانى الشعبيه الجميله عميقة المعانى وكان ذالك هو موروثنا الشعبى الجميل الذى تغنى بكل شيء حتى فى الموت
ولكن الآن أصبحنا لا نسمع تلك الاغانى من ثلاثة عقود من الزمان وكأنها وؤدت ودفنت بلا رجعه
من لا ماضى له ليس له مستقبل
انادى وزارة الثقافة بكل قصورها فى المحافظات احياء هذا الموروث الشعبي وليكن له مهرجانات سنويه يقام كل عام فى إحدى المحافظات 
وانادى الفرق الشعبيه فى كل المحافظات أن تتبنى تلك الاغانى وإعادتها الى الساحه من جديد 
لتعلم الأجيال الحاليه والأجيال القادمه أننا كنا أغنياء بموروثنا الشعبى الفنى 
واتمنى توصيل صوتى إلى من يهمه الامر