ثلاثية النهضة: مصر ترسم مستقبلها الاقتصادي
كتب /شحاته زكريا
في أروقة مهرجان العلمين الجديدة لعام 2024 ، تجلت رؤية مصر الاقتصادية بوضوح لا لبس فيه .. الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ، رسمت خارطة طريق طموحة تستند إلى ثلاث ركائز أساسية:
استقرار الاقتصاد الكلي
تمكين القطاع الخاص
تعزيز الشراكات الدولية.
في لقاءاتها مع الشباب والإعلاميين ، أكدت الوزيرة أن استقرار الاقتصاد الكلي يمثل حجر الأساس لأي نهضة اقتصادية حقيقية. "نحن نعمل بجد لتحقيق التوازن المالي وضبط التضخم،" صرحت المشاط مشيرة إلى أن هذا الاستقرار ضروري لجذب الاستثمارات وخلق بيئة أعمال مواتية. هذا النهج يهدف إلى بناء اقتصاد قوي ومرن قادر على مواجهة التحديات العالمية.
أما الركيزة الثانية وهي تمكين القطاع الخاص فتعتبرها الوزارة محورا أساسيا في الاستراتيجية الاقتصادية الجديدة. "نحن نؤمن بأن القطاع الخاص هو قاطرة النمو الحقيقية،" أوضحت المشاط وفي هذا السياق تعمل الحكومة على تنفيذ إصلاحات هيكلية لتحسين مناخ الأعمال وإزالة العقبات البيروقراطية هذه الجهود تهدف إلى تحفيز الاستثمار المحلي والأجنبي وخلق فرص عمل جديدة خاصة للشباب.
الركيزة الثالثة وهي تعزيز الشراكات الدولية، تعكس إدراك مصر لأهمية الانفتاح على العالم في عصر العولمة. "نحن نسعى لبناء علاقات قوية مع شركائنا الدوليين، سواء كانوا دولاً أو مؤسسات مالية عالمية،" أكدت الوزيرة. هذه الشراكات لا تقتصر على جذب الاستثمارات فحسب، بل تمتد لتشمل نقل الخبرات والتكنولوجيا مما يساهم في تعزيز القدرات الوطنية وفتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية.
وفي إطار هذه الرؤية الشاملة، تبرز مبادرة "شباب بلد" كنموذج عملي لكيفية تطبيق هذه الركائز الثلاث. فهي تجمع بين دعم الدولة، مشاركة القطاع الخاص، والتعاون مع المنظمات الدولية، لتمكين الشباب وإطلاق طاقاتهم الإبداعية.
إن التركيز على هذه الركائز الثلاث يعكس فهما عميقا لمتطلبات النمو الاقتصادي المستدام في القرن الحادي والعشرين. فاستقرار الاقتصاد الكلي يوفر الأرضية الصلبة، وتمكين القطاع الخاص يطلق العنان للإبداع والابتكار، بينما تفتح الشراكات الدولية آفاقا جديدة للتعاون والتطور.
في ختام جولتها بالعلمين الجديدة، بدت الدكتورة المشاط متفائلة بمستقبل الاقتصاد المصري.
"نحن نبني اليوم أسس اقتصاد قوي ومتنوع قادر على المنافسة عالميا " قالت. "ثقتنا كبيرة في قدرات شبابنا وفي إمكانات بلدنا."
إن هذه الرؤية الاقتصادية الطموحة ليست مجرد خطة على ورق ، بل هي دعوة للعمل والمشاركة فمستقبل مصر الاقتصادي يتشكل اليوم بجهود كل مواطن وبتضافر القطاعين العام والخاص وبالانفتاح على العالم وفي قلب العلمين الجديدة تتجسد هذه الرؤية لتكون نموذجا ملهما لما يمكن تحقيقه عندما تجتمع الإرادة السياسية مع طموحات الشعب وإبداعات الشباب.
اترك تعليقك