الأخبار العاجلة
  • الأربعاء, 01 مايو 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
الثلاثاء 04 ابريل 2023 08:08 م

حكايات مغربية...الحكاية الرابعة عشر 

حكاية علال الفاسي...سيرة مناضل 

بقلم /هندالصنعانى 

محمد علال الفاسي أحد رواد الفكر الإسلامي وبطل النضال والمقاومة...ولد علال بن عبدالواحد بن عبدالسلام الفاسي الفهري في مدينة فاس سنة 1910 لأسرة راسخة في العلم، والده كان مدرسا في جامع القرويين وكان متوليا القضاء والإفتاء.

التحق علال الفاسي وهو دون السادسة من عمره بالمدرسة القرآنية حيث حفظ القرآن الكريم ثم المدرسة الإبتدائية الحرة، استطاع أن يلفت أنظار الجميع بفصاحته وخطاباته البليغة، أسس "جمعية القرويين لمقاومة المحتلين" بهدف الدفاع عن حقوق سكان مدينة فاس، وظل يزاول نشاطه الحقوقي إلى أن نال شهادة العالمية من جامعة القرويين سنة 1932.

لمع اسم علال الفاسي كمناضل ضد السياسة الاستعمارية في مرحلة خطيرة من التاريخ المغربي، حيث تم إصدار ما عرف وقتها بقرار "الظهير البربري" من طرف فرنسا، هذا القرار الذي كان الهدف منه انقسام الشعب المغربي بجعل البربر غير خاضعين للقانون الإسلامي في نظام الأسرة والميراث، وإلغاء اللغة العربية من المدارس البربرية، وأن تكون البربرية والفرنسية هما أداة التعليم في تلك المدارس، والهدف من ذلك "فَرْنَسَة" المغرب لغويا وسياسيا، والقضاء على الإسلام والعربية في المجتمع البربري، وكانت انتفاضة علال الفاسي عن طريق مقالاته الشرسة التي تطالب بإلغاء القرار وأيضا بخطبه الشهيرة ليعرف المغاربة بخطورة ما يدبر لهم، وفعلا نجح في خروج مظاهرات حاشدة ضد هذا القرار بمساندة البربر نفسهم ونجح أيضا في إيقاف هذا القرار المشؤوم.

ولأنه مناضل شرس لم يتنازل علال الفاسي يوما عن عمله السياسي من أجل تحقيق استقلال المغرب من الإستعمار الفرنسي، أسس حزب "الكتلة الوطنية" ثم "الحزب الوطني" ليعتقله الفرنسيون سنة 1937 ثم ينفى بعد ذلك إلى الجابون التي كانت آنذاك مستعمرة فرنسية.

لم يهدأ بال علال الفاسي حتى في منفاه، فقد اختير رئيسا لحزب الاستقلال، وفي سنة 1946 تم الإفراج عنه بعد 9 سنوات قاسية من الاعتقال، ليرحل إلى القاهرة حيث سيلتقي مع مجموعة من الوطنيين من تونس والجزائر ليكون معهم "لجنة تحرير المغرب العربي".

بعد عودة الملك محمد الخامس من المنفى سنة 1956، عاد علال الفاسي إلى حزب الاستقلال، اهتم بدعوة الصحافة المغربية إلى استصلاح الأراضي المغربية وعلى رأسها الصحراء التي كانت محتلة من طرف اسبانيا.

في سنة 1959، أصبح علال الفاسي رئيسا لحزب الاستقلال، وعين سنة 1961 وزيرا للشؤون الإسلامية لكنه أعلن استقالته في العام التالي وعودته إلى صفوف المعارضة، كما انتخب سنة 1971 عضوا لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.

بالرغم من أنشطة علال الفاسي السياسية والنضالية، لكنه كان غزيز التأليف، فمؤلفاته تنوعت مابين الفقه والشريعة والفكر الإسلامي والسياسة والإصلاح الوطني والنثر الأدبي، وكانت له اجتهادات فقهية يحتج بها العلماء العرب.

أصدر العشرات من الكتب أبرزها "الحركات الاستقلالية في المغرب العربي" الذي تناول فيه الحالة السياسية في المغرب العربي ما قبل الاستعمار وما بعده، أيضا له إصدارات في الشريعة الإسلامية أهمها "مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها" أيضا كتاب "المدخل للفقه الإسلامي"، وكتاب "تاريخ التشريع الإسلامي" الذي برهن فيهما أن القوانين الغربية وحتى الفقه الروماني في صورته الموجودة اليوم تأثرت بالفقه الإسلامي.

ويعتبر كتاب "النقد الذاتي" من أهم إصداراته لتضمنه معظم آرائه وتوجهاته الإصلاحية، حيث كتبه سنة 1949 عندما كان مقيما بالقاهرة.

وفي 13 ماي 1974، توفي علال الفاسي ببوخاريست حيث كان يرأس وفد حزب الاستقلال بعد مشوار نضال ثقافي وسياسي حافل.


اترك تعليقك

Top