الأخبار العاجلة
  • الأربعاء, 01 مايو 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
الجمعة 31 مارس 2023 10:01 م

حكايات مغربية...الحكاية العاشرة

الدروس الحسنية الرمضانية...مجالس الجلال والبهاء 

بقلم /هندالصنعانى 

يشهد رحاب القصر الملكي المغربي طيلة شهر رمضان الأبرك حدثا دينيا بارزا تحول بمرور السنين إلى مؤتمر علمي عالمي.

الدروس الحسنية، هذه اللقاءات الدينية اليومية التي عز نظيرها في العالم الإسلامي، تنفرد بها المملكة المغربية أرض التسامح والأصالة والتدين بعقدها، هي نفحات إيمانية مباركة انطلقت سنة 1963 على يد المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه الذي عرف بعنايته الشديدة للشؤون الدينية، يحضرها لفيف من خيرة وصفوة علماء ومشايخ ودعاة وأصحاب الفكر والثقافة من مشرق الوطن العربي ومغربه، يأتون ليُسهم كل واحد حسب اختصاصه لمعالجة ظاهرة اجتماعية أوأخلاقية أوفكرية من منظورها الشرعي مما يساهم في توجيه وإرشاد وبناء شخصية المسلم المعتدل والمتزن.

من أبرز العلماء والفقهاء الذين اعتلوا المنبر لإلقاء محاضراتهم الدينية من مصر: شيوخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق، محمد سيد طنطاوي، الشيخ متولي الشعراوي، أيضا العلامة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن أمين عام رابطة العالم الإسلامي،  والشيخ العلامة محمد طه الصابونجي مفتي طرابلس في لبنان، ومن علماء المغرب: المكي الناصري، والعلامة علال الفاسي، والشيخ الغازي الحسيني، وفي عهد محمد السادس كانت هناك مشاركة نسائية ابرزها للعالمة والدكتورة رجاء ناجي المكاوي  التي كانت أول مغربية تعتلي منبر الدروس.

ولأن الدروس الحسنية هي ثروة فكرية لا تبث فقط على الفضائيات التلفزيونية بل يتم طبعها وترجمتها لكل اللغات حتى يعم النفع ليس فقط على الأمة الإسلامية بل على العالم كله.

وبحضرة العاهل المغربي الملك محمد السادس وتحت رئاسته الفعلية، عادت  هذه السُنة الحميدة بعد انقطاع سببته جائحة كورونا، حيث استهل جلالة الملك محمد السادس الدروس هذه السنة بموضوع عنوانه:" ثمرات الإيمان في حياة الإنسان"،  انطلاقا من قول الله تعالى في سورة النحل: “من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مومن فلنحيينه، حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون”.
ونختم بشهادة قيمة أدلى بها العلامة الشيخ عبد الفتاح أبوغدة بحضرة الملك الراحل الحسن الثاني، حيث خاطبه بقوله: > لقد تفردتم في هذا العصر، من بين الملوك والرؤساء، بهذه السنة السنية وهذا الفضل الفريد؛ وتفردتم أيضا بأنكم حين تجمعون العلماء تجمعونهم لإعزازهم ورفع مقامهم وإعلاء شأنهم، تجمعونهم وتجلسون بينهم متواضعين صاغين مجلين، معتقدين بقداسة ما يقولون من كتاب وسنة وفكر إسلامي صحيح سلفي أو خلفي، فأنتم بينهم في مقام الشهود لهم بصدق ما ينقلون وحق ما يقولون، وقد تنكر من تنكر للكتاب والسنة ممن أرى ذكرهم في هذا المجلس الطاهر من باب ذكر المنكر، وقد حفظت عنه مجالسكم المنيفة ومسامعكم الشريفة فليس فضلكم قاصرا على جمع العلماء من أقطار الأرض فقط بل جمعهم من أقطار الأرض وبمشاركتكم لهم بالاعتقاد بالكتاب والسنة كما يعتقدون...».


اترك تعليقك

Top