رسالة الى الخليفة عمر بن الخطاب

رسالة عاجلة 
إلى  الخليفة الفاروق
( أمير المؤمنين عمــربن الخطاب )

تبقى سيرة الخليفة الفاروق أمير المؤمنين عمــربن الخطاب وحكايات عدله تحديا صعب المنال أمام أي حاكم في أي عصر من العصور فالحكايا كأنها أساطير.

شعر ..البيومى السمنودى 

أيَا ســيـّدي الخليفـــهْ
قطعــتُ إلىك العيــونَ المخيــفـه ْ
وعــس َّ الـثعالــبِ  والـذئاب ْ
أمـــد ُّ يــدا ً ســوَّدوهــا
بنهْــشِ الســــياطِ 
 وعـــضِ الكــــلاب ْ
...
أنا ســيـّدي 
رســول ُ عصــرِ الــولاهْ 
أتيت ُ أُحاجي  
سمـــوم َ الوشـــاه 
متى  وشـوشــوا  الرعــــايـا
بزيــفِ الحكــــايا
فـحـجـُّـــوا إلىكَ 
أقــامــوا لديكَ
وخلــَّــوا القصـــورا
تعاني الغـــرورا
وخلــَّــوا  الغـــرورا  
يعاني القصـــورا
×××
أيَا ســيـّدي
يقــول ُ الوشـــاة ُ
بأنّك  كُنت َ تنـــامُ قريــراً
بقصـــرِ العــراءِ

تمـــد ُّ بســاط َ الرمــال ِ
تشـــد ُّ لحــاف َ الظــلال ِ

وأنك لمـّــا  بَذَخـــت 
  بَذَخـــت َ ورُمـــت َ 
ورُمـــت َ الوســـاده 
تخيـّــرت خـُفَّـــكْ 
فكان الوســــاده ْ

ونِمـــت َ تصـُــنكَ 
 نســائم ُ عـــدلك ْ
...
أهـــذا كــــلامٌ ؟!!
مـعـــاذَ الـــولاة ِ 
مـعـــاذَ الـولايـه ْ
فمــا تحْلـــو إلاّ قـِلاعــــا
ومــا تحْلـــو إلاّ ضِيـاعـــا
وتخْتُ الـرَواحِ  
يجــوبُ الأنيـــنا
يجــــوبُ الجيـــاعــا
×××
أيَا ســيـّدي
ويمضي يقــول ُ الوشـــاة ُ
بأنك كنت َ جِنـانَ المشـــوره ْ
فهـــذي تـُـراجـــع ْ
فترجع أنت 
- وأنت الخليفـــه -
تقولُ أصابتْ 
  أصابتْ  هي 
 
وهـذا يصيــحُ  
بوجهِـــكَ  أنتَ
 - وأنتَ الخليفـــه –
" بــذي السيفِ نمضي  
 إذا خُنتَ يومــاً كتابَ الخـــلافهْ "

فـتـُبدي سُـــروراً 
فــخـــوراً  تقـــولُ
ولاخيرَ فيكم 
 إذا لم تقــولــوا
ولاخيرَ فينـا 
 إذا لم نـُجــبْ
...
أهــذا كـــلامٌ   ؟ ! !
مـعـــاذَ الـــولاةِ 
مـعـــاذَ الـولايـهْ
فقــولُ الولاةِ 
وحــي ٌ تَســـامى
بزأرِ السِــــياط ِ 
بعـــضِّ الكــــلابِ  
وعصــف ِ التـُهم ْ
بعــس ِّ الذئــاب ِ 
  "جُـــــوَّ"  القلـوبِ
 وفــوقَ الشــفاة ِ
وبينَ العيـــونِ
 وتحتَ القــدمْ
×××
أيَا ســيـّدي
ويمضي يقــول ُ الوشـــاة ُ
بأنك بِعـت َ
حياتـَك بعضَ الفُتـــوح ِ
فغـطّى رداءُ العدالةِ كلَ المناحيْ

وتُبدي المعابــرُ وجهاً بشوشا
كأنَّ المعابــرَ أمٌ رؤومٌ
يضــمُّ ضناها  حنانُ اللقاءِ
يزفُّ ضناها لطيبِ الأماني

فصالَ المُســافرُ حـيثُ يســافـرْ
وإيّا الولاةِ وهمسَ الرعايا
وجـالَ المُســافرُ حـيثُ يســافـرْ
وإيّا الولاةِ وهمسَ الرعايا

فسوطُ العـدالةِ فحـصُ الشكايا
وفـيـــهِ حنيــــنٌ فـتيٌّ شَـكِــمْ
وفـيـــهِ حنيــــنٌ شَـهِـيُّ نَـهِــمْ
لـردِّ المظالـمِ عـمّـنْ ظُـــلـمْ
...

أهــذا كـــلامٌ   ؟ ! !
مـعـــاذ الـــولاة ِ 
مـعـــاذ الـولايـه ْ
فمــا تحلـو إلا
 بعصفِ المخـافـر ْ
ووخــزِ المعابرِ قلبَ المســافـر ْ
وبيـعِ الرعــايا 
كبيـعِ التكـــايا
لبعض الســنينَ تبقى الــولايه  ْ
×××
وياسيدي
أتسوي الفـتــوحُ   
ومَسْرى الرســولِ 
وآيُ الكـتــابِ 
لـذيـــذَ الشـرابِ  
بمقهى الثنـاءِ الطَــرُوبِ

بأنـّا طَـعـُمْـنــا التسـامــرْ
و أنـّا خَـبــُـرْنــا التقــامــرْ
فبعنا  تراثَ كنوزِ المـآثرْ
وبعنا  تراثَ جميـعِ المفاخرْ
ببعض مــديـحٍ رخيصٍ ومـاكــرْ
 بأنّا أُناسٌ  نفيضٌ  مكــارمْ
نبيـعُ نبيـعُ ونـُهــــدي الثمـنْ
......

وصلنا وجلنا بساح التلاهي
وبتنا أسارى بيوت المـــلاهـي
لتَسكن فينــا صـنـوفُ المـــلاهي
وتَنْبـتَ فينــا صُنـوفُ المساخـرْ
.......
لنغدو سـلالَ  جميعِ النفايا 
ونغدو مطايا  
جميعِ الرزايا
مطايا
 جميع  كُسـاحِ  الهِـمـمْ 
ومبغي  وُثوبِ كلابِ الأممْ
×××
أيَا ســيـّدي
بيان ُ إتهــامي  
بيان ٌ طـــويل ٌ
فأنتَ  
- وأنتَ  الخــــرافـهْ -
شـغلتَ وجـــوداً 
 تحـــدّى الزمـــنْ
وجـُبـتَ العصــــورَ
 تثيـــرُ الفتـــن ْ

وأنتَ 
رســـولُ البـــلايا
لأنك تـُعـلي كقدرِ الولاة ِ 
مقــام َ الرعـــايا
وتذرو ببعضِ الحكـــايا 
عصـورَ التكــايا
...
فيَا ســيـّدي
- وأنت الدواءُ الطبيبُ لعصـرِالسـَخـفْ – 
تعالى إعترف ْ
بأنك تُنـكرُ وشــيَ الوشـــاة ِ
وتبــْرأ ممّا أثــارَ الفـتــن ْ

تعالى إعترف ْ
بأنك ما كـنتَ يـومــــا ً
ولا قـمتَ حكمــــا ً
ولا دمـتَ عهــــداً 
وما أنتَ إلّا 
نســـيجُ الخــرافه ْ
.....
وإلّا   وإلّا 
وإلّا   وإلّا
فخـُـــذْني إليك َ 
أقيــــــمُ لديك 
وهـبـْنـي جـوارَكْ. 
وهـبـْنـي جـوارَكْ
****
بطـــره 1987   م