كتب/شحاته زكريا
القمة العربية الإسلامية التي عُقدت في الرياض مؤخرا حملت لغة غير معتادة من الصراحة والقوة في التعبير عن موقف مشترك إزاء القضايا الملحة، وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي. الكلمات جاءت من كبار القادة من مصر والسعودية إلى تركيا والأردن ، لتحمل رسالة واضحة بأن القضية الفلسطينية لا تزال في القلب وأن الموقف الإقليمي حاسم وموحد في مواجهة أية محاولات لتصفية القضية أو تهديد استقرار المنطقة.
كان خطاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مؤثرا للغاية حيث أكد فيه أن مصر ترفض تماما أي مساع تنال من الحقوق الفلسطينية ، مشددا على موقف مصر الثابت تجاه إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. كما جاءت كلمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بنفس القدر من القوة حيث جدد الرفض السعودي للعدوان الإسرائيلي وطالب بضرورة منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ، كخطوة نحو تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.
كذلك لم تقتصر الانتقادات على الجانب الفلسطيني فقط فقد شمل النقد القوي أيضا الأضرار التي لحقت بلبنان ، حيث تحدث رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي عن حجم الدمار والخسائر البشرية الكبيرة التي تسببت فيها الهجمات الإسرائيلية، مما يضع مستقبل لبنان واستقراره على المحك. وفي نفس الاتجاه، دعا الملك عبدالله الثاني إلى إنهاء حصار غزة، وأكد ضرورة تقديم الدعم الفوري والفعال للشعب الفلسطيني.
كلمات القمة لاقت استحسانا واسعا ، لكن يبقى التحدي الأكبر أمام الدول العربية والإسلامية هو تحويل هذه التصريحات إلى خطوات ملموسة. الكثيرون يتساءلون: كيف يمكن ترجمة هذه المواقف الشجاعة إلى سياسات عملية تحمي حقوق الفلسطينيين وتحد من الاعتداءات الإسرائيلية؟ وما هي الآليات التي يمكن أن تعتمدها الدول لتحقيق تأثير حقيقي على أرض الواقع؟
من الضروري الآن توحيد الجهود وتنسيق العمل المشترك لمواجهة التحديات ، ليس فقط بالكلمات بل بالأفعال. ينبغي للدول العربية والإسلامية الاستفادة من الزخم السياسي الذي أوجدته هذه القمة والعمل على تشكيل جبهة متماسكة تخاطب العالم بلغة تتجاوز الخطب إلى خطوات عملية وفعّالة تضع حدا للعدوان وتحفظ الحقوق ، وتؤسس لمستقبل مستقر وعادل في المنطقة.
اترك تعليقك