كتب /شحاته زكريا
في إطار تعزيز مكانة مصر الدولية وتوسيع نطاق علاقاتها الاستراتيجية ، جاءت مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة تجمع دول بريكس ، لتكون نقطة فارقة في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين .. هذا اللقاء الذي يعكس تطورًا ملموسا في التعاون بين القاهرة وموسكو .. يؤكد على الأهمية التي توليها مصر لتعميق هذه العلاقات على مختلف الأصعدة.
الرئيس السيسي أعرب خلال المباحثات عن تقدير مصر للدعم الروسي ، سواء من خلال المساهمة الفعالة في المشروعات القومية الكبرى أو من خلال الدعم السياسي والاقتصادي المستمر .. هذه المشروعات التي تشكل ركيزة أساسية في نهضة مصر الاقتصادية ، تأتي على رأسها مشروعات الطاقة والبنية التحتية والتعاون العسكري. بوتين من جانبه أكد على استمرار هذا الدعم والتعاون ، بما يعكس حرص روسيا على تعزيز وجودها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من خلال شراكتها الاستراتيجية مع مصر.
الأمر اللافت في هذه المباحثات هو إشادة الرئيس السيسي بالدور الروسي خلال فترة رئاسة روسيا لتجمع دول بريكس وهو تجمع دولي يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين القوى الصاعدة .. التعاون في إطار هذا التجمع يمثل فرصة كبيرة لتعزيز التعاون التجاري باستخدام العملات المحلية ، ما يسهم في تقليل الاعتماد على العملات الأجنبية ويعزز من الاستقلال الاقتصادي لدول التجمع ومن بينها مصر.
إن هذا التقارب المصري الروسي يأتي في ظل تحديات دولية وإقليمية معقدة ، وهو يعكس حرص الجانبين على مواجهة هذه التحديات من خلال التعاون المتبادل والتنسيق المستمر في القضايا الدولية. تعزيز التعاون الثنائي بين القاهرة وموسكو في إطار تجمع بريكس ، سيفتح آفاقا جديدة نحو تعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية وتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.
تأتي هذه المباحثات في وقت حساس يشهد تحولات في النظام الدولي ، لتؤكد أن مصر تسعى بكل قوة لتعزيز مكانتها كلاعب رئيسي على الساحة الدولية ، من خلال بناء شراكات قوية مع القوى الكبرى، وفي مقدمتها روسيا.
اترك تعليقك