الأخبار العاجلة
  • الخميس, 21 نوفمبر 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
الأربعاء 27 مايو 2020 12:57 ص

منقول وبتصرف

اتغيرنا ياه فين ايام البلكونه اللي ترد الروح

مصر من البلكونة !!!!

البلكونة ... الڤراندة ... التراس ....
والبديل النحوي .. الشٌرفة !!
.....
لو كنت غاوي ملاحظات مجتمعية ، 
ستستطيع قراءة حال مصر ، عبر الفوارق الزمنية ( أخر ٥٠ سنة ) 
والفوارق المجتمعية ... من بلكوناتها !!!!
.....
........
زمان .... زمان قوي !
....
كانت البلكونة جزء أساسي من منزلنا ... وحياتنا !!
.....
فكان شرب شاي "العصرية " في البلكونة ... 
وكان الجو جميل ، والمشاهد كذلك !!
...
وكان العشاء .... 
جبن وبطيخ ، في البلكونة ...
....
وكان إستقبال أصدقاء والدي المٌقربين ، والأهل في البلكونة ....
....
وكان للبلكونة فرش خاص بها :

كراسي بامبو ( بشلتات ملونة )...
وأحياماً كراسي مودرن في الستينات مع موضة الأسكوبيدو ..والترابيزة من نفس المادة ، مع قرصة زجاجية ...
....
وقصاري الزرع فخار ، يتم دهانها موسمياً 
( واحدة احمر وواحدةاصفر  وأزرق وأخضر )...
....
وقفص عصافير ..... أو سلحفاة !!
......
ومسح البلكونة، وخروج المياة من المزراب!!
......
في البلكونة كانت أجمل الذكريات ...
....
وكنت دوماً تري ناس قاعدة في البلكونات ...

اللي مع صديق بيشرب قهوة...
واللي بيذاكر ....

واللي قاعدة  مع صاحبتها يتفرجوا عالرايح والجاي ... 
( وكانت الرياضة المٌفضلة حينها ) 
ويجيبوا في سيرة الناس !!!!!
( وكان بديل ال chatting)!!!!
......
لدرجة ان البلكونة اللي مايدخلهاش حد ، تعرف انهم مسافرين !!!!

وكانت الملاذ في المراهقة ، لشرب سيجارة ( البديل المٌفضّل للحمام ، فلا تترك رائحة دخان )..
.....
وأول مرة إتقفشت أقرأ جواب باعتهولي " زميلة "كنت في البلكونة ، وكان عندي ١٢ سنة !!!!
(ساذج : فلم أكن اعرف ان الستائر الاورجانزا ستجعل والدي يراني دون ان أراه!!)
 
وكانت مكان ,,قمص....!!!
......
وكانت فترينة عرض للبنات اللي علي وش جواز !!!
.....
مع وجود" صدغ" في البلكونة المواجهة!!
.....
وكنا نعرف ، الجيران ، واولادهم وسيارتهم وأقاربهم...ومواعيد ذهابهم وعودتهم اليومية .... من البلكونة !!
.....
وياما تم تصوير مشاهد ، وأغاني ،في بلكونات افلام زمان !!

وعلي المستوي الإجتماعي الأقل :

مكان تقميع البامية ، وقطف الملوخية ...
منشر للغسيل .... 
تربية طيور ....

لعب طاولة (بفانلة داخلية، وساند إيده علي السور) ،
مع شفط شاي بصوت  تسمعه من الدور الخامس ...
.....
وفي المصيف ، يصاحب هذا ( تفتفة لٌب ... أو بذر عنب )!!
.....
 أمّا للأطفال :

فهي مكان لعب كورة ، أو بلي .... او رش مياة علي المارة ، والإستخباء !!!

اللعب بعربيات ماتش بوكس علي سُوَر البلكونة ...
.....
واللعبة الملل الشهيرة :

العربية اللي جاية من اليمين بتاعتي واللي تيجي من الشمال بتاعتك !!
( يالها من تسلية)!!!!!!!!!
........
البعض كان عامل جزء من البلكونة مخزن ، كراكيب وكپلن عربية، ومضرب راكيت وكراتين كتب!!!
.......
والبعض ، حرصاً من الشمس ، لا بسبب الحجاب ، كان عامل ستائر علي كوبيسته خشب ، زي كبائن الاسكندرية !!!
......
مع التكاثر ....
البعض " قفّلها " لتكون حجرة ...

فبدأت بشاعة المظهر الخارجي للعمارات في مصر  ..
وضياع الذوق العام ....
فواحد قافل بخشب وواحد كريتال، وثالث ألومنيوم !!!!

وزادت البشاعة، بتلوينها بنفسجي ووفستقي  واصفر كناري !!!
......
وجاء المتأسلمون .... فأنغلقت البلكونات بالحجارة ... كالعقول!!
.......
ثم جاء الإنترنت ...  
والدش .....
.....
فالمسلسلات ، والفيسبوك ، والتشات .... طغوا !!

فماتت البلكونة ....
ودفنوها في الليڤنج !!!

ولم تعد تري  أحداً إطلاقاً...... في أي بلكونة ....
وللأسف ، المباني الحديثة كثير منها بدون بلكونة ،....

ده حتي الكومپوندز...

 لا أحد يجلس في بلكونته ، اللي بتبص علي حدائق ومساحات خضراءوبحيرات ( لهذا إشتراها )... أو حتي حديقته الخاصة!!

وحتي لو الجو حلو !!!!
.......
.............
إتغيّرنا .....
وهجرنا البلكونة ،


اترك تعليقك

Top