كتب/شحاته زكريا
في قلب القارة السمراء تلعب مصر دورا يتجاوز مفهوم الجغرافيا السياسية حيث تترسخ بوصفها ركيزة أساسية في صياغة التوازنات الإفريقية منطلقة من مبدأ القوة الناعمة والدبلوماسية الناضجة. مصر ليست مجرد طرف إقليمي يسعى لتأمين حدوده بل شريك يعيد صياغة مفهوم التضامن الإفريقي على أسس من التعاون والتكامل.
ترى القاهرة أن القارة الإفريقية تشكّل عمقها الاستراتيجي وأرضا غنية بالموارد والثقافات وموطنا لآمال وتحديات مشتركة. لذا تعمل على استحداث شراكات مستدامة تساهم في نهضة القارة ودفع عجلة التنمية. فمصر تستثمر في الحلول العملية لمشكلات الموارد ، سواء عبر تبني مبادرات اقتصادية كمنطقة التجارة الحرة الإفريقية ، أو عبر توجيه الاستثمارات نحو مشروعات البنية التحتية التي تربط شعوب القارة بوشائج اقتصادية قوية.
في المقابل تضع مصر الملف الأمني في صدارة اهتماماتها الإفريقية. فهي تدرك أن استقرار القارة يتطلب جهودا ملموسة لمكافحة الإرهاب والجماعات المسلحة بجانب دعم الدول في بناء مؤسسات فعّالة تعزز من حكم القانون وتساهم في تحقيق تطلعات شعوبها. هذا الدور المتميز لمصر يظهر بوضوح من خلال مشاركتها الفاعلة في مبادرات السلام ومساهماتها الدائمة في تحقيق الأمن.
وفي ميدان العلاقات الدولية ، تتعامل مصر مع الشأن الإفريقي باعتباره جزءا من سياستها الخارجية الأوسع. إنها ترفع صوت القارة على الساحة العالمية ، وتدافع عن حقها في التنمية والأمن ، معبرة عن طموحات شعوبها في المنتديات الدولية. إنها دبلوماسية جديدة تنطلق من مفهوم المصالح المشتركة حيث يلتقي الواقع الإفريقي مع الطموح المصري لتصبح القارة بأكملها منطقة استقرار ونمو مستدام.
وفي الأخير ..يبقى التزام مصر بمسؤولياتها الإفريقية شاهدا على سعيها المستمر لبناء قارة تحكمها العدالة الاقتصادية والاجتماعية ، قارة تكون جزءا فاعلا من النظام العالمي وتحظى بدور تستحقه في رسم معادلات القوة والازدهار.
اترك تعليقك