كتب/شحاته زكريا
في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة ، تأتي قمة الرياض كمنصة جديدة ، لا لتكرار المواقف المعروفة وحشد الشعارات بل لطرح السؤال الأهم: كيف تستطيع هذه القمة أن تعيد الأمل للشعوب العربية والإسلامية؟ وما المطلوب لتحقق ذلك؟
الحديث هنا ليس فقط عن وقف العدوان على فلسطين ولبنان بل عن رؤية أوسع لإعادة بناء مفهوم الأمن الجماعي والكرامة الإنسانية في الوطن العربي. قد تكون البداية من الاعتراف بأن القضايا العربية لم تعد تقتصر على الصراعات السياسية بل تتجاوزها إلى هموم الملايين من المواطنين الذين يتطلعون إلى استعادة حقوقهم ، وضمان مستقبل كريم لأبنائهم.
إن جيل الشباب اليوم الذي يمثل النسبة الأكبر من السكان في الدول العربية يرى أن وعود القمم والبيانات التقليدية لم تعد تلبي تطلعاتهم. لذا قد تكون الفرصة متاحة أمام قادة القمة للتركيز على خطوات ملموسة تستهدف تحسين حياة الناس بشكل حقيقي عبر دعم مشاريع تنموية وإطلاق مبادرات تعزز الاستقرار في فلسطين والدول المجاورة إضافة إلى الضغط لإقرار مبادرات سلام حقيقية بدلا من التنديدات والتصريحات.
وبدلا من الدخول في تناقضات وخلافات طويلة ربما حان الوقت لاتخاذ خطوات تحاكي احتياجات المواطن من توفير الأمن والكرامة إلى بناء مستقبل واعد ومستدام للمنطقة ككل.
هذه المقاربة الإنسانية لقمة الرياض قد تمنح القادة الفرصة لتحقيق نجاحات تتجاوز الأجندات السياسية المعهودة وتلامس نبض الشارع ، فهي الكفيلة بفتح آفاق جديدة للتعاون وتبني قضايا الشعوب بشكل مختلف ، في محاولة لتحقيق سلام عادل يحمي كرامة ومستقبل المنطقة وشعوبها.
اترك تعليقك