كتب/شحاته زكريا
في وقت يتطلع فيه الكثيرون إلى تعزيز الانتعاش الاقتصادي ، يظهر خطر الشائعات كعائق جديد يهدد استقرار المجتمعات ، وخاصة في المناطق السياحية مثل أسوان. شهدت المدينة في الآونة الأخيرة حملة مضللة زعمت انتشار الكوليرا .. مما تسبب في قلق كبير بين السكان والسياح على حد سواء .. هذه الشائعات التي جرى تضخيمها عبر منصات التواصل الاجتماعي ، لا تعكس فقط غياب الوعي بل تكشف عن نية خبيثة لاستغلال حالات عابرة لتحويلها إلى فوضى عامة.
إن واقع الحال في أسوان يشير إلى وجود حالات مرضية شائعة مثل الإسهال والقيء، وهي حالات تتكرر في جميع أنحاء البلاد ولا تتطلب الذعر. ولقد أثبتت وزارة الصحة كفاءتها عبر عقود من الزمن في التعامل مع مثل هذه الأزمات ، مما يعكس جاهزيتها للتصدي لأي وباء محتمل وبدلا من أن تكون الشائعات دعوة للتعاون والتكاتف أصبحت أداة لنشر الخوف والارتباك ، مما يهدد بتقويض جهود تنمية السياحة.
التفاعل الإيجابي من قبل أهالي أسوان يظهر وعيا مجتمعيا يتجاوز الشائعات. فقد خرج العديد منهم لتأكيد سلامة المياه وأن الأوضاع الصحية تحت السيطرة ، مما يعكس روح التعاون والحرص على سلامة المدينة وسكانها. إذ يدرك الأهالي أن نجاح الموسم السياحي يعتمد على قدرة المدينة على الحفاظ على سمعتها ومصداقيتها.
فإذا استمرت هذه الحملات المضللة ، فإن عواقبها ستكون وخيمة. إذ أن السياحة تمثل شريان حياة للعديد من الأسر في أسوان، مما يجعل من الضروري تكاتف الجهود لمواجهة الشائعات والتأكيد على الحقائق. ومن هنا تأتي أهمية التعليم والتوعية في التصدي لهذه الظواهر. يجب أن نتذكر دائما أن الشائعات تؤثر على "لقمة العيش" للناس ، ولذا فإن عدم الاستسلام للخوف والارتباك هو السبيل الوحيد للمضي قدما.
ختاما ، إن ما نحتاجه هو وقفة جادة لمواجهة هذه الحملات المظلمة التي تهدف إلى نشر الخوف ، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التعامل مع المعلومات بحذر. علينا جميعا أن نكون حراسا للحقائق وأن نعمل معا من أجل مستقبل أفضل لأسوان ، حيث تكون الحقيقة هي السائدة ، وليس الخوف.
اترك تعليقك