تستضيف فرنسا هذه الايام دورة الألعاب الأولمبية في باريس خلال الفترة من الجمعة، 26 يوليو 2024، إلى الأحد، 11 أغسطس 2024. تُقام الألعاب في مواقع متعددة حول باريس، حيث ستُجرى بطولة كرة القدم في ست مدن مختلفة، بينما ستقام منافسات القوارب الشراعية في مارسيليا، وركوب الأمواج في تياهوبو، تاهيتي.
عملت فرنسا على تطوير البنيه التحتيه لدعم الألعاب، بما في ذلك تحسين وسائل النقل والمرافق الرياضية لضمان سلاسة الانتقال بين المواقع الرياضية.
كما قدم الحفل الافتتاحي رؤية مبتكرة باستخدام معالم باريس الشهيرة كخلفية للعروض، مما أضفى لمسة فنية رائعة وأتاح للعالم استكشاف جمال المدينة. وذلك بتوظيف التكنولوجيا الحديثة والعروض الضوئية التي أبرزت المعالم التاريخية والثقافية لباريس.
كما عكست الألعاب قيم الشمولية من خلال مشاركة واسعة من جميع أنحاء العالم، وأظهرت الألعاب الأولمبية تنوع الثقافات والتقاليد من خلال الاحتفاء بمختلف الجنسيات والاحتياجات الخاصة.
كما شهدت الألعاب استخدام تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي .
كما أثار حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 جدلاً واسعًا اعتبره البعض غير لائق. حيث تضمن الاحتفال مشهدًا مستوحى من لوحة "العشاء الأخير" للفنان ليوناردو دا فينشي، " والتي تمثل لحظة حاسمة شديدة التكثيف في المسيحية، وتصوّر آخر شارك فيه السيد المسيح العشاء مع تلاميذه".
كما واجه الحفل انتقادات ايضاً لاحتوائه على مشاهد ترويجية للمثلية أثناء تجسيد لوحة "العشاء الأخير"، مما أثار استياء ديني وشعبي عالمي.
ندّدت مراجع دينية مسيحية وإسلامية لهذا الاحتفال واعتبرته إساءة فرنسية لرموز دينية مقدسة ،
انضم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والأزهر الشريف في مصر إلى المنتقدين، مؤكدين أن الحفل أساء للأديان والأنبياء.
مما دفعت ردود الفعل العنيفة مديرة الحفل، توما جولي، لنفي أي نية للإساءة، وأعربت المتحدثة باسم اللجنة المنظمة عن أسفها لأي إهانة شعر بها الناس.
أثرت ردود الفعل الغاضبة على صورة فرنسا الدولية، حيث أدانت الكنائس في مختلف البلدان المشهد. ساد شعور عام بالاستياء بين الشعوب المختلفة بسبب ما اعتبره البعض تجاهلًا للقيم الدينية والمشاعر الروحية.
كما استغل السياسيون الفرنسيون، خاصة من اليمين، هذه الفرصة لمهاجمة الحكومة، متهمينها بالإساءة للقيم الدينية. زاد هذا من حدة التوتر السياسي الداخلي وأثار نقاشات واسعة حول حرية التعبير وحدودها.
كذلك أعلنت شركة "سي سباير" الأمريكية للاتصالات والتكنولوجيا وقف تعاقداتها الإعلانية مع أولمبياد باريس احتجاجًا على المشهد. شكل ذلك ضربة اقتصادية للجنة المنظمة وأثار قلق الشركات الأخرى حول المشاركة في الفعاليات المستقبلية.
وجدير بالذكر تعرضت الحكومة الفرنسية لانتقادات بسبب التكاليف العالية لتنظيم الألعاب، والتي أثارت جدلاً حول أولويات الإنفاق العام. استدعى ذلك تساؤلات حول جدوى هذه الاستثمارات مقارنة بالاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية الملحة في فرنسا.وعلى الرغم من التحسينات، عانت باريس من ازدحام مروري شديد خلال فترة الألعاب، مما أثر على حركة السكان والزوار.
كذلك واجهت فرنسا انتقادات بشأن التأثير البيئي للألعاب، خاصة في ظل التحديات المناخية العالمية. أثار استخدام الموارد الطبيعية والضغوط البيئية قلق المدافعين عن البيئة الذين دعوا إلى سياسات أكثر استدامة.
اترك تعليقك