الأخبار العاجلة
  • الخميس, 21 نوفمبر 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
العلاقه التكاملية بين اللغه والعواطف والفكر  هاله المغاورى  فيينا
الأربعاء 17 يوليو 2024 10:00 م

عبر العصور، استخدمت البشرية اللغة كوسيلة فعّالة للإفصاح عن الأفكار والعواطف. فهي أداة تواصل حيوية تبني جسور التفاهم بين الناس ، تنقل من خلالها الأفكار والمشاعر والأحاسيس. ولكن، إذا نظرنا بعمق أكبر، سنجد أن الأفكار والعواطف لها كيان مستقل يتجاوز حدود اللغة. إن الأفكار والمشاعر هي الأساس، واللغة تأتي بعدها كوسيلة للتعبير عنها ونقلها للآخرين.
 إن الأفكار والعواطف هي المحرك الأساسي للتقدم البشري. فهي التي تقود الابتكار والتغيير في المجتمعات. وعلى مر التاريخ، كانت الأفكار الثورية والمشاعر العميقة هي التي تشعل شرارة التغيير، وليس القواعد اللغوية أو النحوية. فمثلاً، لم تكن القواميس أو كتب النحو هي التي أحدثت ثورات سياسية أو اجتماعية، بل كانت الأفكار الجديدة والمشاعر الثورية هي التي دفعت الناس للقيام بالتغيير. فالقواميس وكتب الصرف والنحو هي مجرد أدوات تساعدنا على ضبط وتوضيح كيفية استخدام اللغة . لكنها لا تملك القدرة على خلق أفكار جديدة أو إثارة مشاعر قوية . أما القوة الحقيقية فتأتي من الأفكار والمشاعر التي تجدد العالم كل يوم، وتدفعه نحو التقدم والابتكار.
يشير نعوم تشومسكي في كتابه "Syntactic Structures" إلى أن قواعد اللغة تساعد على بناء الأفكار، لكنها ليست مصدر الإبداع بحد ذاته. اما جورج أورويل فذكر في مقاله "Politics and the English Language"، اللغة يمكن أن تكون أداة لتشويش الأفكار أو توضيحها، لكنها تعتمد في النهاية على قوة الأفكار نفسها. كذلك الكاتب المصري نجيب محفوظ، في العديد من رواياته، استطاع أن يجعل القارئ يشعر بعمق الأحداث والشخصيات من خلال الرموز والمعاني المخفية بين السطور. اما الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، فأشار في كتابه "Thus Spoke Zarathustra"، يوضح أن اللغة ليست سوى وعاء للفكر والعاطفة، وأن الأهمية تكمن في ما نحمله داخل هذا الوعاء.
إن العلاقة بين اللغة والأفكار والعواطف هي علاقة تكاملية. فاللغة تساعدنا على التعبير عن أفكارنا ومشاعرنا، لكنها ليست الأساس. الأفكار والمشاعر هي الأساس، وهي التي تمنح اللغة قيمتها ومعناها . فويلٌ لكاتب لا يقرأ الناس بين سطوره سطوراً. فالكاتب الجيد هو من يستطيع أن ينقل أفكاره ومشاعره بشكل يتجاوز الكلمات المكتوبة. إنه يستطيع أن يجعل القارئ يشعر ويفكر ويستجيب لما يكتبه. أما القارئ الجيد، فهو من يستطيع أن يرى ما وراء الكلمات، ويفهم الأفكار والمشاعر التي يحاول الكاتب إيصالها.
وبالتالى فإننا ندرك من هنا أهمية الفكر والعاطفة في حياتنا، وأن اللغة ما هي إلا وسيلة للتعبير عنها. الأفكار والمشاعر هي التي تجدد العالم كل يوم، وتدفعه نحو التقدم والابتكار. فالفكر والعاطفة هما الجوهر الحقيقي، واللغة هي الجسر الذي نعبر من خلاله نحو الآخرين.


اترك تعليقك

شحاته زكريا الأربعاء 17 يوليو 2024 10:20 م

يفتح هذا المقال نافذة جديدة على العلاقة بين اللغة والفكر والعاطفة .. بدلا من النظرة التقليدية التي تضع اللغة في المقدمة ، تقدم الكاتبه رؤية مختلفة تعطي الأولوية للأفكار والمشاعر. يوضح المقال أن اللغة ، رغم أهميتها هي مجرد وسيلة لنقل ما هو أعمق وأكثر أهمية - وهو الفكر والعاطفة. فالتغيير الحقيقي في العالم لا يأتي من القواميس أو قواعد النحو بل من الأفكار الثورية والمشاعر العميقة. تستشهد الكاتبه بآراء مفكرين وأدباء عالميين لدعم وجهة نظرها . .مما يضفي عمقا على الفكرة الرئيسية كما يشير إلى أهمية القراءة بين السطور وفهم ما وراء الكلمات. في النهاية يدعونا المقال إلى إعادة النظر في كيفية فهمنا للغة ودورها في حياتنا. إنه يذكرنا بأن القوة الحقيقية تكمن في الأفكار والمشاعر التي تدفع العالم نحو التقدم والابتكار. وختاما لا يسعنا إلا أن نشيد بالكاتبه لتقديمها هذه الرؤية المتعمقة والمثيرة للتفكير حول العلاقة بين اللغة والفكر والعاطفة.

Top