عندما تتحدث أيادى المصريات

عندما تتحدث أيادي المصريات ... تنطق حرفًا يدوية
في عالم مليء بالتحديات الاقتصادية والاجتماعية تعتبر التدريبات على المهارات الحياتية تشكل جزءًا أساسيًا في رحلة تطوير الفتيات، فهي لا تقتصر على تعلم المهارات العملية فقط، بل تمتد إلى بناء شخصياتهن وتمكينهن من التعامل بفعالية مع تحديات الحياة. إن أهمية تلك التدريبات تتجلى في قدرتها على تعزيز القدرات الشخصية والاجتماعية، وتشجيع الابتكار والتفكير النقدي، وبالتالي تتيح تدريبات المهارات الحياتية للفتيات فرصة لتعلم كيفية التفاعل بفعالية مع الآخرين، وكيفية إدارة الوقت والتحفيز الذاتي. كما تعزز هذه التدريبات من تطوير مهارات التواصل والقيادة، مما يسهم في بناء أسس قوية لمستقبلهن الشخصي والمهني.
الفتيات اللواتي يمتلكن مهارات حياتية قوية يصبحن قادرات على التأقلم مع التحولات في المجتمع وسوق العمل. إن تنويع التدريبات ليس فقط يزيد من فرص الحصول على وظائف أفضل، ولكنه أيضًا يعزز الثقة بالنفس والاستقلالية. لهذا، يعتبر تعزيز تدريبات المهارات الحياتية للفتيات استثمارًا ضروريًا في تحقيق نجاحهن ومساهمتهن الفعّالة في المجتمع.
ثم تأتي التدريبات الحرفية واليدوية كخطوة مهمة نحو تمكين الفتيات وربطهن بأهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030. تلك التدريبات ليست مجرد تعلم لمهارات يدوية، بل تعزز أيضًا التفكير الإبداعي والابتكار، ما يتيح للفتيات المشاركات تحقيق تأثير إيجابي على مجتمعهن، تقدم التدريبات الحرفية فرصة للفتيات لاكتساب مهارات عملية تشمل الحرف التقليدية والمهن اليدوية. هذه المهارات لا تقتصر على التنويع في اختيارات العمل، بل تعزز أيضًا الإبداع والابتكار الذي يساهم في التنمية المستدامة وبالتالي، تظهر أهمية تلك التدريبات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، حيث تمثل محورًا رئيسيًا في تشكيل مستقبل مستدام وازدهار للفتيات والمجتمع بأكمله.
وحظيت مصر بمشروع يحقق الحلم ويكون أثرًا مستدام في نفوس الفتيات وأسرهن، يشكل وعيهن من جديد ويشمل ما تصنعن أيدهن ولكن بمزيج من المحبة والامتنان لذاتها وللصنعة التي تحترفها ولمن صنعوا الفرصة لها، فلم تعد تفكر في التحديات قدر ما أصبحت تفكر في الفرصة واستثمارها وكيف بدت أيديها حينما أصبحت منتجة.
انه مشروع تعزيز المهارات الحياتية والمهنية المختلفة للتأهيل لسوق العمل في محافظات القاهرة الكبرى والإسكندرية وبني سويف ويهدف المشروع إلى تدريب وتنمية مهارات عدد 300 فتاة وسيدة بواقع 100 متدربة في كل محافظة على المهارات الحياتية والتخصصات المهنية المختلفة مثل صيانة التليفون المحمول وتصميم الأزياء والخياطة وصناعة مشغولات الجلود وتصفيف الشعر والتجميل والفندقة والسياحة وصناعة الاكسسوارات.
و ضمن التدريبات التي تمت في القاهرة الكبرى ، تم تدريب مجموعة من فتيات و سيدات محافظة القليوبية بقرية دجوى بالتعاون مع مراكز الشباب في المركز و تم التدريب داخل مركز شباب أشراف دجوى على حرفة انتاج المشغولات الجلدية لمدة 23 يوم حيث التدريب على المهارات الحياتية و التسويق و التدريب الفني على الحرفة، و هو التدريب الأول من نوعه في المحافظة بهذه الحرفية و التزمن الفتيات بالحضور بشكل لافت للنظر حيث أحبوا ما تصنعه أيديهن  و تعلموا الحرفة بشكل تقني عالي الجودة،  حظي التدريب بزيارة من مكتب معالى سيادة محافظ القليوبية من خلال زيارة الدكتورة نجلاء الفرماوي  مدير مكتب المحافظ و أمينة المرأة محافظة القليوبية مستقبل وطن و بصحبة سيادتها أ. رشا الصياد أمينة المرأة مستقبل وطن عن بندر بنها و الانتصار الشال امين مساعد و أمينة المرأة مستقبل وطن مركز بنها و مندوب من قناه العربية نيوز وكان في استقبالهم رئيس مجلس إدارة مركز شباب أشراف دجوى د. إبراهيم أبو الريش ومجموعه من اعضاء مجلس الإدارة والسيد المدير التنفيذي والعاملين بالمركز وتفقدت سيادتها عمل الفتيات والسيدات لورشه تصنيع الجلود واشادت بعملهن في تصنيع الجلود ومتمنيه لهم المزيد من النجاح والتقدم و قدمت لهم يد العون حيث تحدثت عن فرص التسويق المتاحة لمنتجاتهن عبر بوابات المحافظة و جزب و مستقبل وطن و مراكز الشباب و أن سيادتها ستوالى الزيارات الداعمة لكل التدريبات و المشروعات الخاصة بهن و قد كان لحديثه أثر طيب في نفوس الجميع .
والجدير بالذكر فرحة المتدربات والكلمات التي عبرن بها عن مدى استفادتهن من التدريب، نقلًا عنهن بألفاظهن والعربية العامية لتصلكم مشاعرهن كما هي...فقالت المتدربة زينب السيد "انا استفدت كتير جداا واول مره اشتغل في حياتي واشتغلت في صناعه الجلود. ومبسوطة أنى قدرت اتعلم واشتغل واعمل محفظة وشنطة بأيدي ولوحدي وده طبعا بفضل الأستاذة هناء اللي علمتنا وتعبت معانا كتير وبشكرها. جدا وطبعا كمان الأستاذة ساره. لأنها علمتنا حاجات كتير وعلمتنا ازاي نكون فريق واحد ونتعاون مع بعض. وعلمتنا مهارات كتير وازاي نفتح مشروع و نتكلم مع العملاء ونسوق المنتج بتاعنا و نعمل دعاية وكمان مبسوطة اني اتعرفت علي اصدقاء اول مره اعرفهم واتعامل معاهم وروحهم الحلوه وكلنا كنا جروب متعاون مع بعض وبنتشارك في كل حاجه ودايما كلنا بنساعد بعض كل الشكر لشركة قدرة و مركز الشباب و كل اللي ساعدونا"
وعبرت المتدربة سارة محسن عن مشاعرها قائلة " من الناحية النظري استفادنا حاجات كتير كنا محتاجين اننا نتعلمها انا كساره استفد ازاي اتسوق وانتج منتجاتي وأبدأ منين واتعلمت ازاي ممكن أسس مشروع خاص بيا..واتعلمت صياغه الحوار أثناء مقابله شغل وازاي اكتب cv بتاعي.. من الناحيه العمليه اتعلمت اي الأدوات اللي نقدر نستخدمها في تصنيع الجلود وعرفت أنواع الجلود دا في حد ذاته حاجه مهمه ولازم نعرفها واتعلم ازاي اصنع شنطه او محفظه ممكن مفتحش مشروع خاص بيها بس كفايه اتعلمتها ليا من حيث لو حابه اعمل حاجه لنفسي وشغل ايدي اقدر اعملها وحبيت الفكره بصراحه وفكره جميله وخارجه من ناس عباقره وتجربه جديده عليا وكفايه اني اتعرفت علي ناس مكنتش اعرفها وحبيت التعاون والعلاقة الاخوه والصداقه بينا وبشكر الاستاذه هناء علي تعبها معانا  مجلس إدارة مركز الشباب وشركه قدرة علي انها وفرت لاهل القريه حرفه نقدر نعمل ونتنج منها ومحدش قصر معانا سواء في الأدوات او الخامات او التدريب♥️"
ثم تحدثت سحر عيد قائلة " انا استفدت كتير جدا من المشغولات الجلديه طبعا بفضل ربنا ثم الاستاذه هناء كل خطوه معانا وعايزانا نطلع احسن شغل بالنسبه ليا عمرى ما تخيلت ان يطلع معايا شغل حلو كده وابقه عملاه بايدى والحمدلله دلوقتى بنسبه كبيره جدا اقدر اشتغل لوحدى ومبسوطه جدا بالتجربه واستفدت كتير جدا والله الحمدلله شكرا ليكم جميعا شركة شكرة قدرة و الشركاء كلهم"
ثم تحدث رئيس مجلس إدارة مركز شباب أشراف دجوى، بأن المشروع أحدث التغيرات العديدة في نفوس الفتيات ومهاراتهم الحياتية، كما أنه سعيد بأن مركز الشباب كان محتضن هذا التدريب الفعال الذي يجعل من أيادي قريته والقرى المجاورة أيادي منتجة قادرة على العمل والكسب وفتح باب رزق ليس للفتيات فقط وانما للأسرة جميعها ويتمني تكرار التدريبات الحرفية المختلفة في المركز ويشكر شركة قدرة والشركاء جميعًا الذي أتاحوا الفرص الحقيقة الشاملة أمام الفتيات والسيدات ليساعدوهن على العمل اللائق بكرامة."
هذا العمل الرائع هو ثمرة تعاون رائع فيتم هذا التدريب قّبل شركة قدرة للتنمية والحلول التكنولوجية للتعليم، ويأتي هذا النشاط في إطار البرنامج الإقليمي المشترك بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة العمل الدولية تعزيز العمالة المنتجة والعمل اللائق للمرأة في مصر والأردن وفلسطين" وبرنامج هيئة الأمم المتحدة للمرأة "التمكين الاقتصادي للمرأة في مصر". ويتم تنفيذ هذه البرامج بالشراكة مع وزارة التعاون الدولي، ووزارة القوى العاملة المصرية وزارة العمل المصرية والمجلس القومي للمرأة المجلس القومي للمرأة، بدعم من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي وسفارة السويد بالقاهرة والوكالة الكورية للتعاون الدولي.. شكرًا للمشروع والقائمين عليه والداعمين له.
 
وأخيرًا ... ان المستقبل أسرة متكاملة ولأيادي الفتيات والسيدات اللائي يزرعن في أسرهن الأخلاق والقيم وخاصة قيمة العمل والتعاون من أجل هدف وما أروع أن يكون الهدف هو الإنتاج والعمل بكرامة والعيش بعزة ... لكل فتاه وامرأة مصرية وعربية انتن من تصنعن الأسر ... أنتن من تصنعن المستقبل